محمد علي الطاهر
 

نبذة ذاتية

>

صفحة ١٨

١١٠ شارع شبرا حيث كان اّل الطاهر يقيمون في القاهرة

وجاء  ترحيلها من القطر المصري عقب عدّة أشهر من المراقبة المكثّـفة التي ضُربت حولها وحول شقة الأسرة في شارع شبرا بالقاهرة ، هذا فضلاً عن ملاحقتها  باستمرار أينما ذهبت . وحيث أنها أضحت تعرف مراقبيها – أي مخبري المباحث الذين كانت تطلق عليهم اسم "الملاك الحارس" - أضحت تعرفهم مع الوقت دون صعوبة ، فقد حرصت على التقرب منهم والتحدث معهم . فكانوا يعاونونها في قضاء بعض الحاجيات ، وكانت هي تسمح لهم بالذهاب لزيارة أسرهم في الوقت الذي كان من المفروض فيه أن يراقبوا تحركاتها ، حيث أن ساعات العمل المفروضة عليهم كانت طويلة .

مقابل ذلك كانت تتعهد لهم بعدم الهرب وكانت تعطيهم برنامجاً مفصلاًَ بجميع تحركاتها خلال النهار . وفي إحدى المرات أصر المخبر أن يحمل عنها شنطة ملابس كانت تنقل فيها ملابس إلى زوجها الهارب! وحدث ذات مرة في بلدة التل الكبير التي لا تبعد كثيرا عن قناة السويس ، أن اثنين من مخبري البوليس اللذين لم يكونا يعرفا بعضهما البعض قد تبادلا اللكمات أمامها لأن كل منهما ظن أن الآخر هو زوجها الهارب وأراد أن يقبض عليه !

هذا وقد شملت المراقبة جميع أفراد الأسرة والأصدقاء ومن ينتسب إليهم أو يزورهم في مختلف أنحاء القطر المصري ، ومع ذلك فقد كانت على اتصال بزوجها الهارب رغم المراقبة الشديدة التي فُرضت عليها ، علماً بأنها كانت تعلم بأنه سالم في مخبئه . ويمكن للقارئ أن يطّلع على جانب من تفاصيل تلك الرواية السينمائية المُشوّقة وغيرها من المغامرات التي كان لها هي الأخرى فيها دوراً ملموساً وذلك في كتاب "ظلام السجن" الذي قص فيه أبو الحسن بين ما قص، مسألة هربه من السجن والدور الذي لعبته قرينته .

أم الحسن متخفية بالملاية اللف والبرقع اللذان كانا دارجان في مصر في الأربعينات
وذلك للتمكن من مقابلة زوجها الهارب في مدينة طنطا

الصفحة السابقة
الصفحة اللاحقة
 
Eltaher.org ٢٠٢٤ © | اتصل بنا