محمد علي الطاهر
 

نبذة ذاتية

>

صفحة ٥١

بعـد أن نجـح أبو الحسن في تأمين مسكن مؤقت لبورقيبة قام بتدبير مبلغ من المال جمعـه من أصدقائه ومعارفه وأعطاه لبورقيبة ثم أخذه وهو مشدوه إلى فندق كـونتيننتال سافوي Continental Savoy بميدان الأوبرا مقابل دار الأوبرا الملكية ، وكان وقتها واحدا من ثلاث أو أربع فنادق من الدرجة الممتازة في القاهرة ، وأنزله في الفندق بعد أن كان قـد تفاهم مع مديريه . فأعطي بورقيبة غرفة على السطح ، يعتقد بأنها كانت من غرف العاملين في الفندق . وشرح أبو الحسن الأمر لبورقيبة قائلاً أن إقامته كنزيل في الفندق ستتيح له الجلوس في صالوناته ، وأن الذين سيتصلون به أو يزورونه سوف يلتقون به في أحدها ولن يصعدوا إلى غرفته . وبيّن له أن وجوده في هذا الفندق سيسهل أمر اتصاله بأصحاب الشأن والسلطة في مصر .

وهذا ما حدث بالفعل . فبعد أن نشر أبو الحسن عددا من المقالات حول وجود بورقيبة في القاهرة وقدمه إلى زائريه كل مساء في "دار الشورى" حتى تقاطر عليه الصحافيون والوطنيون والسياسيون والباشوات والوزراء والسفراء والأدباء وزعماء العرب اللاجئين في القاهرة . وأصبح  بورقيبة نجماً سياسياً واجتماعياً ليس في القاهرة فحسب ، بل وفي المشرق العربي ، خاصة بفضل شخصيته القوية التي تشع من عينيه الزرقاوين في وجه أسمر البشرة ، هذا إلى جانب حسن مطلعه وإجادته لكل من العربية والفرنسية بطلاقة فضلاً عن بلاغته واطلاعه عن قرب على شؤون العالمين العربي والغربي ، حيث كان قد درس المحاماة وتدرج في تلك المهنة في فرنسا . كما أنه كان متزوجا في ذلك الوقت من سيدة فرنسية اسمها ماتيلد لوران (Mathilde Lorrain).

بورقيبة مع الأمير فيصل بن عبد العزيز وزير خارجية المملكة العربية السعودية و مستشاره الشيخ حافظ وهبة
في مقر هيئة الأمم المتحدة بنيويورك عام ١٩٤٦
الصفحة السابقة
الصفحة اللاحقة
 
Eltaher.org ٢٠٢٤ © | اتصل بنا