محمد علي الطاهر
 

نبذة ذاتية

>

صفحة ٥٩

هذا وقد ذكر الأستاذ فاروق لقمان ، نجل محمدعلي لقمان ، صاحب جريدة "عدن كرونيكل" Aden Chronicle التي كانت تصدر باللغة الإنجليزية في جنوب اليمن، وكان والده صديقاً لمحمدعلي الطاهر ، ذكر أنه كان تلميذاً في عدن وعرف عبده حسين الأدهل الذي وجه البرقية التي حملت أخبار وجود الأمير عبد الكريم على متن تلك السفينة في طريقها إلى ميناء السويس.٤٤

قال الاستاذ فاروقعلى لسان الأدهل كما ورد في مذكرات الأخير أنه "في ٢٢ مايو (أيار) ١٩٤٧ أرست الباخرة كاتومبا ، الأسترالية التسجيل ، في ميناء عدن للتزود بالوقود وعلى ظهرها الأمير عبد الكريم الخطابي . ولم يكن أحد يعرف بوجود الأمير على الباخرة الراسية في الميناء . غير أنه شاءت الأقدار أن يلتقي الأدهل بأولاد الأمير الذين كانوا قد نزلوا من السفينة للتنزه في المدينة حيث التقى بهم الأدهل في شارع الزعفران بمدينة عـدن دون معرفة سابقة بطبيعة الحال . غير أنه باعتبارهم من الأخوة العرب دعاهم لضيافته . وخلال حديثه معهم أجابهم أكبرهم سناً أنه إبناً للأمير عبد الكريم الخطابي بطل الريف . ثم اصطحبوه معهم إلى الباخرة حيث قابل الأمير وسلّم عليه وطلب منه أن يُشَرّفَ المدينة بضيافته له مع أفراد أسرته ."

ويضيف الأدهل في مذكراته أنه أقام مأدبة غداء في أحد فنادق عدن حضرها وجهاء وأعيان اليمن ، وأضاف أن الفندق والشوارع المجاورة له قد ضاقت بحشود المحتفين بالأمير عندما علموا بوجوده في المدينة ، كما رافق موكبه العديد من سيارات المواطنين خلال تجواله لمشاهدة معالم المدينة ". ويقول الأدهل أنه "في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم ٢٣ مايو (أيار) ١٩٤٧ غادرت الباخرة ميناء عدن تقل الأمير وحاشيته ، وأنه بعد أن ودعه على ظهر الباخرة بعث بالعديد من البرقيات إلى كل من توسم فيهم القدرة على إنقاذ الأمير من أسره . وكانت إحدى هذه البرقيات موجهة إلى أبا الحسن كما ذكر آنفاً .

عند مدخل مكتب المغرب العربي بالقاهرة عام ١٩٤٧
الصف الأمامي من اليمين إلى اليسار: محمد علي الطاهر، الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة ، الأمير عبد الكريم الخطابي
الأمير فضل بن عبد الكريم سلطان لـحـج ، علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال المغربي
الصف الثاني من اليمين إلى اليسار: الوطني التونسي الحبيب ثامر ، محي الدين القليبي مرتديا الجبة التونسية ،
عبد الله الجفري مستشار سلاطين لـحـج مرتديا عمامة السلطنة المميزة ، الآخرين غير معروفة أسمائهم

ويـقــول أبو الحسن في حديثه لجريدة "الحـياة" المذكورة أعلاه أنه "عندما نقلت فرنسا الأمير عبد الكريم وآله سنة ١٩٤٧ من منفاهم في جزيرة ريونيون ، قالت أنها تنقلهم إلى جنوب فرنسا رأفة بهـم . وفي الحقيقة كانت تريد أن تهدد بالخطابي الملك محمد بن يوسف ، أي الملك محمد الخامس ملك المغرب، الذي استعصى على فرنسا إخضاعه ، كما أعجزها "تدجين" شعبه ، حتى إذا لم ينزل الملك محمـد الخامس على إرادتها تلوح له بالأمير عبد الكريم الذي كان قد أعلن الجمهورية في شمال المغــرب قبل أسره ، لتضعه على رأس المغرب بدلا منه . وهذه الطريقة سبق أن سلكتها فرنسا في القرن التاسع عشر عند قيام حربها مع الأمير عبد القادر الجزائري، حين أوهمت المولى عبد الرحمن ، سلطان المغرب إذ ذاك ، بأن الأمير عبد القادر يقصد الإستيلاء على المغـرب وإزالة ملكه" .

فاستطاعت فرنسا بذلك إثارة السلطان على الأمير عبد القادر ، وعزل المغرب عن حرب الجزائر . كما قص أبا الحسن في نفس الحديث تفاصيل العلاقات بين الملك محمد الخامس والأمير عبد الكريم الخطابي عقب الاستقلال ، ويمكن الإطلاع عليها في صفحة ٨١٤ - ٨١٨ مـن كـتـاب "خمسون عاماً في القضايا العربية" الذي يتضمـن في عـدة مواقع منه تفاصيل إضافية تتناول قصة تهريب الأمير عبد الكريم الخطابي .

الصفحة السابقة
الصفحة اللاحقة
 
Eltaher.org ٢٠٢٤ © | اتصل بنا