محمد علي الطاهر
 

نبذة ذاتية

>

صفحة ٤٥

الخـطـوة السادسـة: مستقبل اللاجئين الفلسطينيين

تمنح الجنسية الفلسطينية أوتوماتيكيا لكافة الفلسطينيين حيثما كانوا بما فيهم اللاجئين . ويحق لهم أن يقيموا عـلى أرض فلسطين حسب رغـبتهم . كما يمكنهم أن يستحصلوا عـلى إقامات دائمة كأجانب في البلدان التي يقيمون فيها كلاجئين بموافقة ووفق قـوانين تلك البلدان . ويحق لأي من تلك الدول أن تُجـنّـس أي عـدد من اللاجئين حسب رغـبتها . أما مسألة تعـويض لاجئي ١٩٤٨ فيتم النظر فيها في مراحل مقـبلة .

الخـطـوة السابعــة: مستقبل السكان الفلسطينيون واليهـود

يبدأ إجلاء المستوطنين اليهـود المقيمين في الضفة الغـربية تدريجـيا إلى اسرائيل بدءا بأولئك المقيمين بيـن السكان الفلسطينيين كأولئك المقيمين في المدن مثل مدينة الخليل عـلى سبيل المثال ، و يليهم أولئك المقيمين في المناطـق النائية . إذا شاء بعـض المستوطنين اليهـود أن يسكنوا بين الفلسطينيين تحت السيادة الفلسطينية ، سواء شـاؤوا أن يحملوا الجنسية الفلسطينية أم مجرد تصريح بالإقامة الدائمة ، فلهـم مطلق الحرية في ذلك طالما أنهم سيقيمون وفق النظم والقوانين المعمول بها في فلسطين . أي مثلهم مثل الفلسطينيين المقيمين في اسرائيل ويحملون جـنسيتها . أما إذا اختاروا أن يقيموا كأجانب فسوف يحملون تصاريح إقامة قابلة للتجديد .

أما الفلسطينيـون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية فسيحق لهم أيضا أن يختاروا بين الإستمرار في الإقامة في اسرائيل كمواطني تلك الدولة أو ينتقلوا إلى المناطق التي سـتصبـح فلسطين . وينطبق ذلك أيضا عـلى سـكان مدينة الـقـدـس . ويمكن لهؤلاء الفلسطينيون أن يحـتفظـوا بجنسيتهم الإسرائيلية إذا شـاؤوا ، وأن يحصلـوا أيضا على الجنـسية الفلسطينية مثلهم مثـل اليهـود الإسـرائيليين الذي يحملـون جنسيات دول أخـرى إلى جانب الجنسـية الإسـرائيلية ، مثلما هـو الحال بالنسبة للإسرائيليين اليهود الذين يحملون الجنسية المغربية إلى جانب جنسيتهم الإسرائيلية على سبيل المثال .

بالنسبة لمستقبل مدينة القـدس فـلـن يتغـيرعـما هـو عـليه الآن ، أو عـلى الأقـل إلى أن يتم التوصل إلى سلام فعـلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين . تمسك اسرائيل بالقـدس اليوم بإحكام . وإذا كان هناك من يعـتقد أنها سوف تتنازل ولو عـن جانب منها عـبر مفاوضات أو حتى تحت التهديد إنما يفضح سـذاجته . فإسرائيل سـوف تحتفـظ بالـقـدس والفلسطينيون سـوف يحتفـظون بمجمل الضفـة الغـربية وقطاع غــزة . وسيتمكن الفلسطينيون المسلمين والمسيحيين من زيارة أماكنهم المقدسة في الـقـدس كما سيتمكن اليهـود من زيارة أماكنهم المقدسة في الخلـيل وغـيرها بنفـس الطريقة التي يزور فيها الحجاج المسلمون الأماكن المقـدسة في المملكة العـربية السعــودية . حـيث يتقدمون بطلب للحصول عـلى تأشـيرة إذا اقتضى الأمر ، ثم يـؤدون الزيارة أو العـمرة أو الـحـج ، وربما يقومون بجولة سياحية في ذات الوقت ، ومن المؤكد قيامهم بزيارة للأسواق ، ثم يعــودوا من أيـن أتـوا.

مـا هـي فـرص نجـاح الحـل المـقـترح ؟

من المتوقـع بـدون أدنى شـك أن هناك من سيبـدي شـكوكه فـورا لدى الجانبان حـول جـدوى ذلك الأسـلوب ، إلا أن الشكاكين موجـوديـن في كل مكان وزمان ، ويجب ألا نسمح لهم بإفسـاد المحاولة . فلـدى كل من الفلسطينيين والإسرائيليين ما هـو جدير بالمشاركة في المستقـبل ، إلا أن جـو الصدام بينهما لا يمكنهما سـوى من مشاركة أسـوأ ما يمكن للبشر أن يتفـننوا فيه . 

فها هـو العـالم يبـذل المستحيل للتوفـيق بين مواطن الحيوانات والبشـر والحفاظ عـلى البيئة ، ولكن البشر فشلوا في التفاهم مع بعضهم البعض، بل أصبحوا يشكلـون تهديداً بيئيـا لبعـضهم البعـض . ولعـل النجاح في إيجاد حـل لتلك القـضية المعـقـدة ، لعـله يصبـح مثالا يحتـذى به لإيجـاد حـلـول لمشاكل أخـرى تواجـه البشرية .

وفي الختام تجـدر الإشارة إلى أن الفلسطينين ليسوا مجـرد لاجئيـن ، واليهـود ليسوا مجـرد ناجـين من المحرقة . لأنه لو أفـاق صاحب بصيرة يوما ما واكـتشف أن "ما هـو صالح للفلسطينيين صالح لليهـود أيضا" ، لربما تغـيرت النظرة كلها من أساسها . فـفي واقـع الأمر ، إذا كان الجـو العـام في المنطقة ملائما لأمكن أن نذهب إلى أبعـد من ذلك ونضيف بأن أفـضل جيـران للإسرائيلين قـد يكونوا فلسطينيين ، وأن من بين اليهـود من هـو أفـضل حليف للفلسطينيين .

الصفحة السابقة
الصفحة اللاحقة
 
Eltaher.org ٢٠٢٤ © | اتصل بنا