معـتقـل هـاكسـتـب
يوم ٢١ يوليو (تموز) ١٩٤٩ أصدر ابراهيم عبـد الهـادي باشا بوصفه رئيس الوزراء والحاكم العسـكري العام في مصر أمرا عسكريا باعتقال أبا الحسـن وايـداعه السجن نتيجة قيامه بفضح وقائع ضياع فلسطين وتوجيهه اللوم إلى كل من المسؤولين الفلسطينيين والعرب على حد السواء .
اقتيد أبو الحسن من منـزله بشارع شبرا إلى كراكون ، أي قسم بوليس ، روض الفرج ثـم نقـل الى معتقـل هَاكْسْتِـبْ١٠ . غير أنه أُطلق سراحه يوم ١١ أغسطس (آب) بأمر من حسين سري باشا الذي خلف ابراهيم عبد الهادي باشا على رأس الوزارة . وقد سجل أبو الحسن وقائع اعتقاله بتفاصيلها الدقيقة في كتاب "معتقل هاكستب" الذي صدر في القاهرة عام ١٩٥١ والذي تضمن وصفاً دقيقا وصورا لحياة المعتقلين اليومية وجلهم من الوطنيين الغيورين على وطنهم ، وكان من بينهم وقتها جماعة الإخوان المسلمين وبعض أعضاء الحزب الشيوعي المصري (الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني أو "حدتو" كما كانت تسمى) ، وغيرهم . كما سرد في الكتاب ملابسات حبسه إلى أن أطلق سبيله وأسبابها ، وملاحظاته وهو في المعتقل ، فضلا عن أوضاع العالم العربي وحالة جامعة الدول العربية .
عامل مسؤولي المعتقل المعتقلين السياسيين معاملة مقبولة خالية من الصلافة . وقد سُمح لأسرة أبا الحسن بزيارته مرة واحدة . ولما عرف قائد المعتقل بأن ابن أبا الحسن سوف يصطحب الزائرين قام باستقبال الزوار ، ومنهم الحسن وكان يبلغ وقتها ست سنوات من العمر ، استقبلهم في مكتبه كي يحول دون أن يرى الصبي أباه في بلوك المساجين !